استيراتجية مقاومة الضغط

استيراتجية مقاومة الضغط

استراتيجية مقاومة الضغط

عندما يتعرض الإنسان للضغط فإنه يكون أمام خيارين إما :
التعامل مع الضغوط دون مكافحته أو مكافحة الضغط .

استيراتجية مقاومة الضغط

تعمي كلمة coping أستجابة ناتجة عن مواقف ضاغطة وتختلف من شخص الآخر وتتحكم فيها عدة عوامل منتها : التجربة الذاتية ، التقدير الذاتي لقدرت الفرد ، الدافعية ، وتساعد العوامل على التكيف .
وكلمة التعامل يمكن أن تعني استجابة مباشرة مثل تجنب الخطر وهناك
استجابة مهدئة فقط تتمثل في إدراك الموقف الضاغطة وبحث الفرد عن عدة وسائل مثل الأدوية المهدئة .
وحسب النموذج المعرفي النفسي الذي تقدم به Lazarus فإن رد الفعل
نتيجة المصدر ضاغط يبدأ عندما يدرك الفرد أن بعض القيم أو الحوافز المهمة تبدو مهددة ففي هذه المرحلة يتم تقويم جميع المنبهات على أنها ضارة خطيرة أو مفيدة أو لا تشكل أي خطورة فالمنبهات التي حكم عليها بأنها ضارة هي التي لها مدلولها في دراسات وبحوث الضغط ففي هذا النموذج يمر بالتقويم المعرفي بمرحلتين :

التقويم الأولي :

يحدد وجود درجة التهديد الناتج عن المنبه الخارجي .

التقويم الثاني :

يحدد عملية التعامل اللازمة للتحقق من الخطر ، وکلا المرحلتين متأثرة بعدد من العوامل مثل :
طبيعة المنبه نفسه ، خصائص الفرد الشخصية ، الخبرة السابقة ، بمنبه المستوى الثقافي للفرد ، تقويم الفرد لإمكانياته
وبغض النظر عن مستوى التهديد فإن الاستراتيجات التعامل coping strategies تبدأ في النمو أو التطور بهدف
تخفيض التهديد أو التخلص منه كليا ، والنتيجة النهائية للتقويم المعرفي واستجابته التعامل هي رد فعل للضغط القابل للملاحظة .

استيراتجية مقاومة الضغط :

انطلاقا من أن للضغط عوامل ومصادر متعددة فإنه يمكن مكافحته على صعيدين هما :
– الصعيد الشخصي
– الصعيد التنظيمي

 الإستراتيجيات الشخصية :

و تعتبر استيراتجية مقاومة الضغط هذه من بين أهم الاستراتيجيات حيث إن العناية بالنفس بشكل صحيح
وفق أساليبب علمية يمكن أن تسهم إلى حد بعيد في الحفاظ على صحة الفرد الجسدية
والنفسية في ذات الوقت ، ومن هذه الاستيراتيجيات النافعة مايلي :

  • التمارين الرياضية :

إن التمارين الجسمية ذات فائدة كبرى ليست فقط للجسم ، وإنما للعقل كذلك فهي ذلك نفع للاكتئاب حيث برهنت
الدراسات أن و بعض أنواع الجمباز والمشي قد أديا إلى تحسين مزاج الأشخاص المكتئبين كما تعد التمارين الرياضية وسيلة فعالة في خفض حدة القلق منها :
المشي ، السباحة ، أستخدام الأجهزة الرياضية .
كما أن تمرينات اليوجا الرياضية وتمرينات التنفس والتحكم في الجسد بطريقة اليوجا التحليلية توجه الإنسان
توجيها أوتوماتيكيا طبيعيا بحالة من الاستقرار العقلي بالنسبة للعالم المحيط به وبمعنى آخر من عرف قدر نفسه
بتحليل نفسه على طريق اليوجا ، فإنه يصل إلى حالة من الرضا والقناعة والهدوء النفسي والعقلي .

  • التغذية السليمة :

يتطلب كل من الجسم والعقل كلاهما تغذية صحيحة وسليمة لأن الصحة كما تعرفها المنظمة العالمية للصحة
ليس الخلو من الأمراض على المستوى الفيزيولوجي فقط ، بل على جميع المستويات الشخصية للإنسان
سواء كانت فيزيولوجية أو عقلية أو نفسية أو اجتماعية ، و عادات الأكل غير السليمة قد تؤدي
إلى عدم الارتياح جسميا ونفسيا لأنها عادات وتغنية شاذة عما يستوجب العناية بالجسم و التنفس
فهي عادات ضارة لأنها تجعل الإنسان غير قادر على التركيز حول مهامه اليومية دائم الخمول بلا معنى
لذلك فإن الغذاء الصحي والمتوازن ضرورة لازمة لأنه يمنح إحساسا بالحيوية والنشاط
كما أنه يجب أن يكون من أولويات أي خطة علاجية خاصة بالنسبة للذين يكونون عرضة للإجهاد والضغوط النفسية .

  • الاسترخاء :

إن الضغط والتوتر يجعل العقل الواعي في حالة جمودها مما يؤدي إلى شلل تفكير الإنسان
ولكن الاسترخاء التام يجعل العقل البطيء متهينا العرض سبب التوتر أمام مخيلة العقل الواعي
فيتصرف بما يناسب مع الحال . وتمارين الاسترخاء تؤدي إلى الهدوء وراحة الجسد والعقل والأعصاب والقلب
وهي تعتبر كالدواء المهدئ تماما ، ويجب عملها دائما كلما كان الإنسان في حالة ضغط

  • الأدوية المضادة للضغط :

من أهم الأدوية المضادة للضغط المهدئات وهي أدوية ضعيفة المفعول ، وتصنف في قائمة الأدوية النفعية المسكنة ، من أهم المهدئات التي تستعمل في هذا المجال ما يلي :
Les benzodiazepines : : تضم عددا كبيرا من الأدوية من فصيلة المهدئات البسيطة ومضادات القلق ، وكذلك التي تستعمل للأرق الناتج عن الانهيار العصبي ، منها :
Chlozcpate ويسوق باسم transcene وهوناجح في علاج اضطرابات النوم الناجمة عن القلق والإرهاق النفسي .

  • clabazam ويسوق باسم Urbanil وهو فعال في علاج الأرق الناجم عن القلق والإرهاق النفسي .
  • neclazpam نويسوق باسم nobrium وهو فعال في علاج الأرق الناجم عن القلق النفسي .

تكوين علاقات :

كل مشكلات الحياة لا ينبغي للمرء أن يحاول حلها بمفرده وكلما حاول الفرد أن يبني لنفسه علاقات ، وأن يكون لذاته صدفات استطاع أن يحل ما يتعرض له من مشكلات بشكل أسهل و أن الأشخاص الذين لديهم رابط بغيرهم يشعرون دائما أفهم أصحاء جسميا ونفسيا و العلاقات الاجتماعية القوية توضح معنى الهدف ومعنى الصدمات فتجعل الشخص يحس بقيمته في عين ذاته في هذا المجال تبين أن أنعزال الفرد عن الحياة الاجتماعية بمثل خطورة كبری تؤدي إلى اعتلال الصحة والموت وذوي العلاقات الاجتماعية القليلة قد تجاوز عدد الوفيات بينهم بمقدار مرتين إلى أربع مرات عدد وفيات أولئك الأفراد الذين لديهم علاقات اجتماعية أوسع .
فالانطلاق بالذات نحو الخارج عنصر بالغ الأهمية ، فالغيرة به والإيثار يرفعان من مقدار الإحساس باعتبار الذات وقيمتها ومن شأنها أن يحفف من المتاعب الجسمية ومن الضغوط النفسية :
أن الإحساس بالهدوء و التحرر من الضغوط النفسية من شانهما أن يؤديا إلى:

  • ازياد الطاقة الحيوية والإحساس بالدفء النفسي وحرارة العواطف
  • الإحساس بقيمة الذات و التقليل من المضايقات والألم .
  • التأمل :

هذا النوع من الإجراء كان الناس في الحقيقة قد مارسوه بطرق عديدة ، وفي الوقت الحديث ، و هما بعض التعليمات لممارسة التأمل :

  • تنفس ثلاث مرات ودع التنفس يرتفع من البطن إلى الصدر ثم اطرد الزفير من الفم ببطء
  • تصور أن فوق راسك خيط من شعاع أبيض ، ثم تصوره تدريجيا فوق راسك .
  • تصور أن عضلاتك تستند إلى شيء من هذا الشعاع الأبيض . دع الشعاع ينزل رويدا رويدا فوق رأسك إلى كتفيك ثم ذراعيك ثم إلى ذراعيك ثم لكل أعضائك .
  • استمر على التنفس بعمق و ببطء

وأثناء تسرب الشعاع إلى رأسك وتأثر جسمك اطرد من راسك كل ما هنالك من توتر .

  • الاستبصار

وهو مهارة ناجحة بمواجهة الضغوط ويتم باستخدام الخيال وذلك باستحداث صور عقلية من شأنها أن تهدئنا وتمكننا من تركيز فكرنا على ما نريد وفيما يلي بعض التعليمات المساعدة على الاستبصار :

  • اجلس أو استلق في وضع مريح واخلع حذائك .
  • تنفس بعمق بحيث يمتلأ صدرك بالهواء .
  • ردد مع نفسك كلمة محببة إليك

ابدا بارتخاء عضلاتك مبتدا من الرأس إلى الأسفل ، تصور لنفسك مكانا تحبه وركز عليه وتصور نفسك فيه ، بحيث تمارس هذه العملية لمدة عشر إلی عشرين دقيقة في اليوم .

فكل هذه الاستراتيجيات تهدف إلى مكافحة الضغط و التخفيف من حدته وقد نجد لها نفعا أفضل إذا استعملت باستمرار وليس وقت الأزمات الظرفية فقط .

الاستراتيجيات التنظيمية :

يجب على المنظمة اتخاذ تدابير حتى تخرج أفرادها من دائرة الضغط ، كما تمثل الاستراتيجيات التنظيمية المجموعة الثانية التي تهدف أساسا إلى التعامل مع الضغط في المؤسسة ويعمل هذا النوع من الاستراتيجيات على تخفيض الضغط في العمل ، قصد التخفيض من المشاكل التي يعاني منها عمل المؤسسات بصفة عامة والصناعية بصفة خاصة ، وتتم عملية التخفيض بإزالة العوامل المؤدية إلى الضغط كغموض الدور ، وصراع الأدوار … وفق الاستراتيجيات التالية :

إدارة ثقافة المنظمة :

حيث تعتبر ثقافة المنظمة بمثابة الشخصية للفرد ، حيث إن هذه الثقافة تميزها عن غيرها من المنظمات ، وهذه الثقافة قد تكون مصدر الضغط أو الرضا لدى الأفراد و عندما تكون هذه الثقافة مصدرا من مصادر الضغط لدى الأفراد في العمل فإنه من الممكن إدارتها بل بما يعمل عل تعزيز رضا الفرد وبالتالي تحسين أدائه وأداء المنظمة ككل .

إدارة ثقافة المنظمة تقتضي أن تقوم الإدارة بتحديد وتوضيح القيم التنظيمية السائدة فيها ، بحيث تعمل على محاولة تطابق هذه القيم مع قيم الأفراد العاملين جزءا من قيمهم وسلوكهم وذلك من خلال الأساليب التالية :

  • توظيف الثقافة ثقافة المنظمة
  • تغيير الثقافة التنظيمية

إعادة تصميم الوظائف :

إذ تعتبر بعض الوظائف أو الأعمال بطبيعتها مصدرا من مصادر الضغط لهذا السبب فإن إعادة تصميم هذه الوظائف والأعمال يعتبر مطلبا هاما للتخفيف من حدة الضغط الناجم عن تصميم هذه الوظائف والعمال لأن تصميم الأعمال يتعلق بالدرجة الأولى بوظيفة الفرد في التنظيم ، حيث يرتكز على معالجة مستوى ومهام وعلاقات الوظائف الموجهة التحقيق أغراض تنظيمية و إشباع حاجات شخصية لشاغلي الوظيفة فهو يعدمن جوانب الفرد .

الاهتمام بالاختيار والتعيين في الوظيفة المناسبة :

وذلك بهدف التوفيق بين المواصفات والخصائص الفردية ، ومتطلبات ومستلزمان الوظيفة ومحيط العمل ، وتتخذ حاليا إجراءات الاختيار والتعيين بهدف التقليل من حمل ( عبء ) العمل كميا ، وتأكيد أهلية العامل من قدرة وخبرة وتعليم وتدريب للمنصب ، ووجب أن تمتد هذه الإجراءات في الانتقاء لتمس الأفراد الذي يملكون قدرة في تحمل الغموض والتعامل مع صراع الدور وغموضه .

الاهتمام بإجراءات التدريب :

وهي عملية تساعد الفرد على التعلم واكتساب مهارات جديدة ، تمكنه من ممارسة وظيفته بأكثر فعالية و مستويات أقل من الضغط ، وتوضيح للمدرب واجبات الوظيفة بهدف التخفيف من الغموض والصراع في المؤسسة .

الإشراف الناجح :

يعتبر الإشراف الناجح مطلبا أساسيا ليس في مجال مكافحة ضغط العمل فقط بل في المجال الإداري لأن المشرف يستطيع أن يؤثر في الأخرين كما يمكن أن يكون مصدرا للرضا في العمل يمكن أن يكون مصدرا الإحباط إن لم يستطع أن يعالج مشكلات العمل ، بحكم و تعقل .
ويعتبر دون المشرف أساسيا بالنسبة لمكافحة الضغط لأنه من الواجب عليه الانتباه إلى مشاعر الأفراد وتحسين الظروف التي يتم إنجاز العمل في ظلها ، وكذلك أن يعطي المعنويات للعاملين و إرضائهم في العمل .

استخدام الدوافع بفعالية :

فالدافع هو حالة داخلية ، جسمية أو نفسية تثير السلوك وتوجهه فالدافع هو قوة محركة ، وموجهة في آن واحد ، يجب على المنظمات استغلالها أحسن استغلال حتى تتمكن من تحفيز الموظفين وتجنبهم التعرض للضغط .
وتعتبر المكافآت المالية من أهم وسائل التحفيز التي تستعملها المنظمات التشجيع موظفيها وعمالها على الاستمرار في أدائهم .
إن الاهتمام بموضوع الدوافع من قبل الباحثين قد أخرج لنا عدة مبادئ مفيدة من الممكن الاستتار بها في تطبيق نظم الدوافع داخل منظمات الأعمال والتي من الممكن أن تؤدي إلى رضا الأفراد وتحفيزهم على أداء أعمالهم ، وتتمثل هذه المبادئ فيما يلي :

  • الاعتراف بوجود الفروق الفردية بين الأفراد
  • الملائمة بين الفرد والعمل الذي يقوم به .
  • استخدام الأهداف .
  • استخدام أساليب التحفيز المتنوعة
  • المزج بين الثواب والعقاب .
  • العمل على تحليل الوظائف وتغيير جوانب العمل :

    حتى يمكن معالجة الضغط في العمل من الضروري القيام بتحليل المناصب قصد تحديد هذه المناصب عن طريق وضع نظام تقويم الأداء ، يتسم بالعدالة والمنطقية ، مع إدراك النظام الحوافز ، فيزول الضغط المرتبط بها العمل .

    كما أن تحسين فاعلية الأداء يؤدي إلى الشعور بالرضا والمسؤولية والاستقلالية لذلك نجد أن إثراء الوظيفة له دور كبير وهام في التحليل أو في التقليل من معاناة العامل من الضغط ، إذ أنه يسعى إلى إثراء وظيفته الأسباب الدافع إلى الإنجاز والشعور بالسيطرة على الوظيفة وجعلها مغرية .

    الاهتمام بالمشاركة الفعالة للعامل في اتخاذ القرارات :

    أكدت الدراسات على أن اشتراك العامل في عملية اتخاذ القرار في الوظيفة يعد وسيلة لتخفيض الضغط كمؤثر في العملية التنظيمية ( 93 ) ، ويؤدي هذا الاشتراك إلى إزالة الغموض والصراع في الأدوار أي اشتراك العامل في تحديد مصيره ، الأمر الذي يعزز ضمان الأمن لديه .

    الاهتمام الكبير بتماسك الجماعة

    والهدف منها هو زيادة الإنتاجية والمساندة الاجتماعية المتبادلة بين أعضاء الجماعة الواحدة وكما رأينا سابقا أن كمية المساعدة الاجتماعية التي يتلقاها الفرد من زملاء العمل تلعب دورا كبيرا في مستوى الضغط في العمل .

    فتح قنوات الاتصال بين الإدارة والعمال :

    بهدف توفير كل المعلومات المتعلقة بما يحدث في المؤسسة ، فعندما يحسب العامل بأن شكواه ومشكلاته الخاصة والمهنية قد أثارت اهتمام مسؤول المؤسسة فإن معاناته من الضغط قد تنتهي وتندثر ، وهكذا يصبح العامل اكثر استعداد ورغبة في إظهار السلوك المرغوب فيه في المؤسسة .

    أخيرا نتمنى أن يكون موضوع استيراتجية مقاومة الضغط قد أفادكم في ما تحتاجون إليه

    أي استفسارات يمكنكم التقدم به في التعليق أسفل الموضع

    مع تحيات موقع المعهد

    مقالات ذات صلة

    اترك تعليقاً

    لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

    زر الذهاب إلى الأعلى

    أنت تستخدم إضافة Adblock

    برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock