مفهوم الأسرة :
نظرا لما تتمتع به الأسرة من أهمية، ومكانة على المستوى الفردي والاجتماعي، فقد استحوذت على جانب هام من الدراسات الاجتماعية والأنثربولوجية، حيث شكلت الدراسات الأولى في ميدان علم الاجتماع
فنجد هناك عدد كبير من الباحثين في هذا الميدان، أمثال: ابن خلدون، و أ. كونت، وأدور كاين، وكوهلر
ومن نتائج هذه الأبحاث المختلفة حول الأسرة توصلوا إلى تحديد مفهوم خاص بها حيث نجد في بداية الأمر أن مختلف نظريات الأسرة قد تم تصنيفها ضمن أربعة اتجاهات كبرى هي:
النظرية التقليدية لـ مفهوم الأسرة :
حيث أن الأسرة الأبوية أحادية الزوجية.
نظرية الاختلاط لـ مفهوم الأسرة :
وباعثها BACHIFON الذي سجل ثلاث مراحل للتطور وهي:
- تماثل مع نظام المحيطات المثيرة للشهوة.
- نظام الأمومة. 3- مع نظام الأبوة.
النظرية الاقتصادية لـ مفهوم الأسرة :
نجد ان بعض المؤلفين قد حاوروا LOUIS MORGAN، واقترحوا تفسيرا اقتصاديا، ومنه نجد عند الصيادين البدائيين، أين تهيمن الأسرة، وعند الصيادين المتفوقين تكون عائلة نظام الأسرة خاضعة للعشيرة.
النظرية المثالية لـ مفهوم الأسرة :
تمتد إلى عوامل مثالية ويرأس هذه النظرية كوهلر، وكذلك دوركايم
وعلى ضوء الاتجاهات السابقة الذكر يمكننا عرض بعض التعاريف الأكثر تحديدا في هذا المجال
ومنها يقول: E.MILIO WILLEMS”العائلة هي المؤسسة الأساسية التي تشتمل رجلا
أو عددًا من الرجال، يعيشون زوجيا مع امرأة، أو عددًا من النساء ومعهم الخلف الأحياء والأقارب والآخرين
وكذلك الخدم”
فهذا التعريف يضم إذا كل الخلافة الزوجية، وما ينجر عنها من أطفال وخدم، كما أن حسب رأيه تشكل مؤسسة أساسية
واجتماعية فإن الأسرة (العائلة) تُعرف بـ: هي مجموعة تتكون من الأفراد الذين تربطهم علاقة بيولوجية، تتخذ بين جنسين مختلفين
وقانونيا هي تمثل: (مجموعة أفراد يتحدون عن طريق قرابة أو زواج)
و نستنتج من ما سبق :
ومن خلال هذين التعريفين نلاحظ أن كل منهما يركز على الأفراد وما تربطهم من علاقة والمتمثلة خاصة في علاقة الزواج، إضافة إلى الأطفال الذين ينحدرون منهم.
أما فيما يخص إميل دوركايم، فيعرف الأسرة هي: “مؤسسة اجتماعية في مجتمع منظم حيث يرتبط الأعضاء قانونيا وأخلاقيا، فيما بينهم”
فقول إميل دوركايم هذا يركز على عنصر التنظيم الذي من خلاله يسمح بوجود عائلة، كما أنه يسمح بارتباط الأعضاء بصفة قانونية وأخلاقية
فالأسرة لا تكون كذلك إلا بتوفر عامل التنظيم داخل المجتمع.
فمن وجهة نظر مصطفي بوتافنوشث الذي أهتم بدراسة العائلة الجزائرية هي:
“عائلة موسعة حيث تعيش في أحضانها عدة عائلات زوجية تحت سقف واحد”
ومن خلال ما أتى به “بوتافنوشث” يمكن أن نحدد هذا المفهوم على العائلة التقليدية وذلك بحجم سماتها وخصائصها
أي أنها عائلة موسعة، وبالتالي نلاحظ التجاهل فيما يخص العائلة النووية، وما تتميز به.
كما نلاحظ ان العائلة الجزائرية الحالية، تتكون من أفراد هم: الأب، الأم، الأولاد الصغار أو متزوجين
يعيشون تحت سقف واحد، لذلك يمكننا أن نقول بأن المجتمع الجزائري الحالي قد توجد فيه صفات مشتركة بين العائلتين، التقليدية والنووية، كذلك ليس باستطاعتنا أن نقول بأنه مجتمع نووي بحت، أو تقليدي بحت.
وبصفة عامة ومن خلال التعاريف السالفة الذكر يمكننا القول بأن الأسرة تمثل مجموعة من الأفراد والتي هي نتاج اجتماعي تعكس صورته
إذ ان العائلة هي جملة العلاقات التي تربط أفرادها، انطلاقا من الوالدين, أين يرتبطان بالزواج على أن يكون هؤلاء الأفراد تحت سقف واحد،
كما أن المفهوم العائلة يأخذ أبعادا مختلفة حسب المجتمع الذي تكون فيه وتنظم حسبه،
وكل ما يمليه عليها من قيم وعادات وتقاليد…الخ، باعتبارها تشكل الخلية الأساسية داخل المجتمع
مع تحيات المعهد