الهواتف المحمولة والرسائل النصية: تحول في وسائل الإعلام والإعلان
شهدت الهواتف المحمولة، التي قدمتها شركة موتورولا لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي كوسيلة تواصل أثناء التنقل، تطورًا مذهلاً لتصبح نوعًا من وسائل الإعلام الجماهيرية.
أصبح المعلنون قادرين على الوصول إلى معلومات الاتصال الخاصة بأصحاب الهواتف
من خلال مصادر بيانات متنوعة، مما يتيح لهم تصميم إعلانات صوتية أو نصية أو رسومية مخصصة بناءً على التركيبة السكانية لكل مالك.
بدايات صناعة الهواتف المحمولة
في الأيام الأولى لصناعة الهواتف المحمولة، حصل العديد من المستهلكين على هواتفهم إما مجانًا أو بسعر أقل بكثير من قيمتها الفعلية.
كانت الأجهزة بمثابة وسيلة لجذب العملاء لشركات الهواتف المحمولة، التي اعتمدت على عقود الخدمة القياسية لمدة عامين لتحقيق الربح.
مع إضافة ميزات جديدة مثل الكاميرات وتشغيل الموسيقى والوصول إلى الإنترنت، أصبح المستهلكون يدفعون سعرًا أقرب إلى القيمة الفعلية للجهاز.
اكتسبت بعض الأجهزة مثل iPhone و Blackberry شعبية كبيرة، مما دفع شركات الهواتف اللاسلكية إلى السعي لعقد اتفاقيات حصرية مع الشركات المصنعة لخلق ميزة تنافسية.
الإعلانات على الهواتف المحمولة
تقدم بعض شركات الاتصالات اللاسلكية، مثل MyScreen Mobile و Virgin Mobile، إعلانات في نهاية المكالمات الهاتفية، مع تقديم سلسلة من الحوافز (بطاقات هدايا، دقائق إضافية، إلخ) للمشاركين.
في عام 2009، اشترت Google شركة AdMob، وهي شركة متخصصة في الإعلانات على الهواتف المحمولة، مقابل 750 مليون دولار.
كما تتضمن بعض التطبيقات المتاحة للتنزيل المجاني على الهواتف الذكية إعلانات.
الهواتف المحمولة: الرسائل النصية القصيرة (SMS)
تتيح خدمة الرسائل القصيرة (SMS) إرسال واستقبال الرسائل النصية على أي جهاز يدعمها.
قدم مصنعو الهواتف أول الأجهزة المزودة بهذه القدرة في أوائل التسعينيات.
ينجذب المعلنون إلى الرسائل القصيرة نظرًا للدقة التي يمكنهم من خلالها استهداف سوقهم.
يمكن تتبع موقع الشخص الذي يستخدم جهازًا محمولًا مزودًا بخاصية الرسائل القصيرة باستخدام تقنية نظام تحديد المواقع العالمي (GPS).
على سبيل المثال، عند المرور بجوار مطعم بيتزا، قد يرسل لك رسالة نصية تعرض عرضًا خاصًا.
يطلب العديد من مستخدمي الرسائل القصيرة محتوى من مقدمي الخدمة للحصول على نتائج رياضية، وتقارير الطقس وحركة المرور، وأخبار المشاهير، والنكات، ومقاطع الفيديو الموسيقية، ومعلومات أخرى.
الرسائل النصية كأداة إعلانية
يسعى المعلنون دائمًا إلى تحفيز المستهلكين على اتخاذ إجراء.
قد يبدو طلب إرسال رسالة نصية ردًا على إعلان قرارًا بسيطًا من المستهلك. على سبيل المثال، من الأسهل بكثير على المستهلك طلب المزيد من المعلومات عن سيارة من شركة تصنيع سيارات بدلاً من الخروج وشرائها.
ولكن بطلب المزيد من المعلومات من خلال رسالة نصية، يصبح هذا المستهلك عميلاً محتملًا.
سيتم إرسال معلومات حول طلب المستهلك إلى أقرب وكيل سيارات، والذي يمكنه بعد ذلك متابعة هذا العميل المحتمل.
تساعد الرسائل النصية أيضًا المعلنين على قياس فعالية إعلاناتهم.
على سبيل المثال، إذا شجع إعلان على التلفزيون أو الراديو المستهلكين على إرسال رسالة نصية باسم برنامجهم التلفزيوني أو أغنيتهم المفضلة إلى رقم هاتف تابع للمعلن، فيمكن قياس معدل الاستجابة لهذا الإعلان بسهولة من خلال عدد الأشخاص الذين أرسلوا ردًا.
نظرًا لأن معظم المستجيبين سيفعلون ذلك بعد فترة وجيزة من سماع الإعلان، يمكن للمعلن أيضًا تحديد الشرائح اليومية التي تحقق أكبر استجابة للإعلان.
ظاهرة “Sexting”
وفقًا لدراسة أجريت عام 2009 نيابة عن The Associated Press و MTV، فإن 30% من الأمريكيين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 عامًا أرسلوا أو نشروا نصوصًا أو صورًا عارية لأنفسهم.
وجدت دراسة أخرى أن أكثر من ثلث الشباب، الذين وصفتهم هذه الدراسة
بأنهم أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و 26 عامًا، قد انخرطوا في هذا السلوك.
علاوة على ذلك، وجدت هذه الدراسة الثانية أن 39% من المراهقين
و 59% من الشباب يقولون إنهم أرسلوا رسائل ذات طابع جنسي من خلال الرسائل الفورية
أو البريد الإلكتروني أو الرسائل النصية.
ليس من المستغرب أن الغالبية العظمى من الأشخاص الذين يقولون إنهم شاركوا في sexting فعلوا ذلك مع صديق أو صديقة أو شخص يريدون مواعدته أو الارتباط به.
تكمن المشكلة في أن هذه المعلومات ليست مجهولة المصدر تمامًا، وأي شيء يتم نشره في الفضاء الإلكتروني يكون موجودًا بشكل دائم.
تنفصل الأزواج، وأحيانًا بغضب. وبالتالي، يمكن أن تعود الصور أو الرسائل غير اللائقة لتطاردنا.
تحديات إرسال الصور العارية عبر الإنترنت: قوانين حماية الأطفال وتطبيق القانون
هناك مشكلة أخرى تتمثل في أن إرسال صورة عارية لشخص يقل عمره عن 18 عامًا
يمكن أن يشكل جريمة توزيع مواد إباحية عن الأطفال بموجب قوانين معظم الدول.
حقيقة أن الشخص الذي يرسل الصورة يقل عمره أيضًا عن 18 عامًا لا تعد دفاعًا.
لقد وجه المدعون العامون اتهامات ضد المراهقين في عدة دول.
تمارس العديد من وكالات إنفاذ القانون سلطة تقديرية واسعة في هذا المجال، اعتمادًا على الظروف.
ختاما:
في الختام، شهدت الهواتف المحمولة تحولًا جذريًا من مجرد أجهزة اتصال إلى منصات إعلامية
قوية تؤثر على حياتنا اليومية وتشكل طريقة تفاعلنا مع العالم من حولنا.