مصادر الضغط في العمل
إن الضغط في العمل هو نتيجة لعدة عوامل متصلة بالفرد بالمحيط الذي يمر فيه والجماعة التي تنتمي إليها ومن أهم هذه العوامل:
المصادر الفيزيقية للضغط في العمل:
تعتبر من أهم العوامل في تنمية الضغط، والمشكل الذي تواجهه أي مؤسسة في هذا المجال هو تحسين الظروف الفيزيقية للعمل
والهدف الأساسي من وراء تحسين هذه الظروف هو توفير عملي صحي للفرد.
-
الإضاءة:
تبين بعض العلماء أن الإنتاج يمكن أن يزداد ويقل التعب إذ زاد مكان العمل بإضاءة جيدة،
فالإضاءة الجيدة تساعد العامل على رفع مستوى إنتاجه وبمجهود أقل، إذ كثيرا ما تتوقف الكفاية الإنتاجية
على سرعة الإدراك البصري والدقة في التمييز بين الأشياء.
والإضاءة السيئة تثير في النفوس الشعور بالانقباض وتؤدي إلى إرهاق البصر وزيادة التعب والأخطاء وهيجان العامل بصفة عامة.
-
الضوضاء:
دلت تجارب علم النفس على أن تأثير الضوضاء على أنه عامل مزعج ومجهد ومشتت للانتباه يتوقف على نوع الضوضاء ونوع العمل
فالضوضاء المستمرة التي تحدث على وثيرة واحدة وعلى نسق واحد وربما لا تؤثر على نفسية العامل
على حين أن الضوضاء المتقطعة تؤثر على نفسية العامل والضجيج يؤدي إلى:
- الارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- ارتفاع الضغط الشرياني
- التوتر العصبي المرتفع وإجهاد المراكز العصبية واضطرابها.
فالضوضاء تؤدي على ضغط مؤلم مستمر.
-
الحرارة والرطوبة:
فقد تختلف درجة الحرارة اللازمة باختلاف فصول السنة وباختلاف طبيعة العمل، فالأعمال الشاقة تحتاج
إلى درجة حرارة أقل من الأعمال السهلة وفي فصل الشتاء يحتاج العمال إلى درجة أعلى منها في فصل الصيف
ويشعر العمال بالضيق إذا ارتفعت درجة الحرارة عن الحد المطلوب ، ولكن يحتملون درجة حرارة عالية إذا كانت درجة الرطوبة بسيطة
فالرطوبة تسبب شعور العامل بالضيق والاختناق نسبيا ، كما تسبب له العديد من الأمراض ، كما أن العمل في درجة حرارة عالية يسبب التعب والإرهاق والضيق .
ومن هنا نلاحظ أن درجة الحرارة والرطوبة دور هام في زيادة ونقصان مستوى العمل وضغط العامل .
-
التهوية:
تؤثر الأحوال الجوية في إنتاج العامل ونشاطه وجو العمل بحاجة إلى تجديد الهواء بصفة مستمرة عن طريق المراوح أو غيرها من الوسائل كأجهزة تكييف الهواء.
وعندما يكون الجو حار فإن نسبة العرق تزيد، وإذا لم يكن هناك حركة للهواء وتسمح بتبخر هذا العرق وانخفاض درجة حرارة الجسم، فإنها تأخذ بالارتفاع المستمر، ومن الطبيعي أن يزداد الإنتاج بتجديد الهواء المحيط بالعامل.
فالتهوية الجيدة تعتبر من أهم العوامل الفيزيقية لمكافحة الضغط ورفع الروح المعنوية للعامل
المصادر التنظيمية للضغط في العمل:
إن مصادر الضغط في العمل متعددة من جهة نظر علماء الإدارة والسلوك التنظيمي
فحسب 1984 Quik أن هناك أربعة مصادر رئيسية:
متطلبات المهام:
مجموعة المهام التي يؤديها المشتغل سواء كان مديرا أو موظفا أو عاملا هي مجموعة من نشاطات ومتطلبات تسبب له الضغط.
متطلبات الدور:
وتعني تلك التوقعات السلوكية التي يتصل بها الأفراد أو الجماعات مع الفرد في العمل، ويرى cahnal 1964 هناك جانيين سلبيين ويؤثران على نشاط المنظمة
صراع الأدوار:
إذ يحدث عندما يجد الفرد في بيئة عمله توقعات محددة حول كيفية ما ينبغي سلوكه، ويحدث الضغط نتيجة عدم القدرة أو صعوبة مقابلة
توقعات السلوك المختلفة.
غموض الدور:
وتتمثل في نقص أو عدم كفاية المعلومات المطلوبة لسلوك الدور، المتوقع أو لعدم وضوح الأهداف، ويحدث الضغط هنا لامتداد التقرب أو الريب.
المتطلبات الفيزيولوجية المالية:
حيث تلعب البيئة الفيزيولوجية دورا كبيرا في إحداث الضغط في منظمات العمل، وهي العوامل التي تحيط بالعاملين في المنظمات: التكيف، الإضاءة، الضوضاء، الهيكل التنظيمي، المعماري للمنصب الموقع … الخ.
المتطلبات الشخصية:
فالأشخاص على شخصيات مختلفة وسمات وخصائص منفردة، فلتفاعل الأفراد في منظمات العمل، دورا كبيرا في الضغط.
هذا وهناك أسباب أخرى للضغط النفسي في العمل منها:
زيادة الحمل الوظيفي:
فيعتبر عمل العمل الزائد سببا أساسيا من أسباب ضغوط العمل التي نالت اهتمام الكثير من الباحثين في هذا المجال، وذلك لما يترتب
عليه من كثرة الأخطاء في الأداء وتدني مستوى صحة الفرد.
قلة الحمل الوظيفي:
إن قلة العمل تؤدي بالأفراد إلى البطالة المقنعة وتعد هذه الأخيرة سببا من أسباب ضغوط العمل، إذ العمل القليل لا يؤدي في الغالب إلى استشارة حماس واهتمام الأفراد بل قد يؤدي بهم إلى الشعور بالخوف والقلق والتمارض والإهمال وذلك لشعورهم بعدم الحاجة إليه في العمل ولشعورهم بعدم أهميتهم في المنظمة.
فترات العمل أو المداومة:
هناك بعض المهن التي تسهر على توفير الخدمات 24 سا / 24 سا للمواطنين مثل الشرطة، المطافئ، الأطباء، والممرضين أفراد القوات المسلحة …. الخ، وقد بينت الدراسات بان المناوبة لها تأثير سلبي على العلاقات الاجتماعية، حيث ترتبط بحالات الشعور التعب، النوم، المنقطع اضطرابات في الشهية، زيادة حالات الطلاق مشكلات جنسية، زيادة حوادث العمل … الخ، لذلك فجهود الباحثين توجه نحو إيجاد جداول عمل دورية فتتناسب والطبيعة البيولوجية العاملين ليكون تعرض الفرد لأقل درجة من الاضطرابات الفيزيولوجي والنفسي. وهذا وهناك عدة نماذج من تصنيف ضغوط العمل:
أنموذج روبرت كان Kahn Robert:
-
الحرمان من العمل:
بمعني فقدان فعلا أو نقص الأمن الوظيفي، فالحرمان من العمل أو التهديد يمثل مصدرا هاما للضغوط.
-
المهنة:
فلكل مهنة خصائصها، لذا يختلف مصادر الضغوط من مهنة إلى أخرى، فالعاملون في مجال الزراعة يتعرضون بدرجة أكبر للآلام العضلات، نتيجة للضغوط في حين يتعرض العاملون في مهن مكتبية بدرجة أكبر للأمراض القلب والشرايين نتيجة للضغوط
-
خصائص العمل:
فدرجة الخطورة والتكرار والتعقيد والاستقلالية والمسؤولية مرتبطة بممارسة مهنية معينة.
-
خصائص الدور:
وتشمل الصراع، وغموض الدور، وزيادة عبء العمل، والتعرض المتكرر للمواقف المشحونة بالانفعال، وتعكس خصائص الدور الطبيعية، والأسلوب الإداري المتبع، وطبيعة عملية اتخاذ القرار، ولذلك فإن تغيير الممارسات الإدارية يقضي بدرجة كبيرة على الضغوط المرتبطة بخصائص الدور.
-
العلاقات الشخصية:
فالمنظمات هي مشروعات إنسانية فتتكون وتنشط وفقا لسلوكيات أعضائها، لذلك فإن معظم المسببات التنظيمية للضغوط هي ناتجة عن تصرف الأفراد وعلاقتهم مع بعضهم البعض ومع رؤسائهم.
-
عدم توافر الموارد والتقنيات:
فمعظم المشاكل الناجمة عن زيادة عبء العمل سواء من الناحية الكمية أو النوعية هي في الواقع ناجمة عن عدم توازن الإمكانيات سواء البشرية أو التقنية.
-
جداول العمل:
توقيت العمل وتغيير النوبات من المسببات الهامة للضغوط ويسبب العمل السلبي مشاكل صحية واضطرابات الحياة الزوجية والعائلية.
-
مناخ المنظمة:
يشمل مفهوم مناخ المنظمة عدة جوانب: منها فرص الترقية والتطور الوظيفي والمنافسة والتشجيع
نموذج كاري كوبر: Cooper Cary:
حيث قدم کاري کوير في مجموعة من الأبحاث التي قام بها بالاشتراك مع باحثين آخرين تصورات مختلفة المصادر الضغوط نستعرض اثنين منها في الشكلين التاليين:
المحور الأساسي لهذا النموذج هو أن عدد من العوامل التي تسمى العوامل الوسيطة تحكم العلاقة بين مصادر الضغوط والأعراض والأمراض الناجمة عنها وتشمل العوامل الوسيطة:
نمط الشخصية وخاصة نمط أ، ودرجة الرضا والدافعية، إضافة إلى العوامل الأسرية.
وتعمل هذه العوامل كوسيط بين مسببات الضغوط ونتائجها، ومما يؤدي إلى وجود فروق الاستجابات الفردية للضغوط، حيث تم تجميع هذه العوامل تحت مضلة الفرد.
ويمكن حصر هذه العوامل الوسيطة فيما يلي:
-
الدعم الاجتماعي:
وجود الدعم الاجتماعي يمكن أن يحمي الفرد من كثير من الآثار الضارة للضغوط، وقد وجد بيير أن وحدة جماعة العمل والرؤساء يسهمان في تخفيف بعض مسببات الضغوط كغموض الدور مثلا وبعض النتائج السلبية كانخفاض الرضا.
-
الاستعداد الوراثي:
يؤثر الاستعداد الوراثي في بعض الأمراض كاستجابة الفرد لمسببات الضغوط، واحتمال تعرضه لأعراض صحية، مرتبطة بالضغوط كارتفاع ضغط الدم، والكولسترول، كما توجد دلائل على أن العمر والجنس يؤثران في الاستجابة على الضغوط
-
نمط الحياة:
يؤثر على استجابة الفرد للضغوط، وذلك كممارسة الرياضية واتباع نمط غذائي والاسترخاء وتناول المنبهات والتدخين
-
نمط الشخصية:
الشخصية هي جملة من الأنماط السلوكي، التي تعكس اتجاهات الفرد وعواطفه وثقافته وتختلف استجابة الأفراد للضغوط باختلاف نمط الشخصية، وقد وجدت العديد من الدراسات علاقات قوية
بين نمط الشخصية واحتمال التعرض لأمراض الشرايين التاجية.
-
السمات والاتجاهات:
هي تلك الجوانب التي تتسم بالثبات نسبيا حيث تالا الاتجاهات الإيجابية على مواجهة الضغوط والتكيف معها.
-
العوامل البيئية:
كما أنه تؤثر بعض خصائص البيئة المحيطة على استجابات الفرد لمسببات الضغوط، ومن هذه الخصائص، نمط العمل، الاستقرار الأسري،
الموقع الجغرافي
مركز التحكم:
Control of loansor يعني درجة اقتناع الفرد بقدرته على السيطرة على الأمور من حوله
مصادر الضغط الجماعية:
بصورة شاملة من الممكن أن يتأثر الأداء بالعلاقة داخل الجماعات وبينها وبين بعضها، فهناك عدة عوامل جماعية تعتبر عناصر فاعلة للضغط منها:
العلاقات غير متعاونة بين أفراد جماعة العمل:
أشار برنارد ” Bernard ” إلى أنه يمكن اعتبار جميع المنظمات الكبيرة مكونة من عدد من الجماعات الصغيرة للعمل.
بالإضافة إلى ذلك اهتمت العديد من الدراسات بفحص بناء جماعات العمل، وذلك المعرفة أدوار أعضائها ومراكزهم وتحليل شبكات
الاتصال داخل هذه الجماعات ومن المتغيرات التي حظيت بعناية هذه البحوث درجة تماسك الجماعة وتعاون أفرادها.
وبتماسك الجماعة وتعاون أفرادها يزداد شعور بالأمن والحرية والانتماء ومن ثمة يزداد نشاطه من وحي نفسه مع الأفراد الذين يتجاوبون معه في حين يزداد سأمه وغيابه وتظهر عليه علامات الضغط حين لا يجد القبول والتقدير من جماعة عمله.
فالتعاون بين أفراد الجماعة العاملة من أقوى العوامل على رفع مستوى الإنتاج والروح المعنوية وتحيق الرضا والراحة للفرد.
العلاقات الغير متعاونة بين المشرف وأتباعه:
إن الإشراف هو حصيلة تفاعل بين شخصية المشرف وبين المجال الاجتماعي الذي يعيش فيه، وقد بين الدراسات
التي أجريت في هذا المجال بأن هناك علاقة متينة بين الروابط والصلاة الاجتماعية القائمة بين المشرفين والمدروسين
ومستويات الإنتاجية أو معدلات وتكشف البيانات على أن النسبة المئوية في مستويات الأداء
عادي جده ممتاز ترتفع بين الذين أشاروا إلى أن العلاقة بينهم وبين رؤسائهم هي علاقة عمل فقط
غير أن النسب المئوية المتمتعة العلاقة العمل والصداقة بيم المشرفين والمرؤوسين وان كانت تقل عن مثيلاتها تكشف عن اتجاه يجب أن نشير إليه وهو إنها ترتفع بارتفاع مستوى الإنتاجية .
و من ذلك :
فإن القادة أو المشرفين الذين يحققون مستويات إنتاجية عالية يوجهون إشرافهم أساسا تحو الإنتاج، لكن في الوقت نفسه يعملون على تنمية علاقات اجتماعية مرضية بينهم وان مرؤوسيهم
وقد بينت الدراسات الحديثة أن الإشراف الموجه نحو الأداء فقط لا يؤدي إلى نتائج مرضية فيما يتعلق بالإنتاج والروح المعنوية
لأنه قد يحقق في البداية تفوقا على غيره من الأساليب الإشرافية الأخر، لكن هذا التفوق لا يلبث أن ينخفض فيما يزداد التوتر والصراع داخل الجماعة.
كذلك الأمر بالنسبة للإشراف المتمركز حول العمال فقط، والذي يهتم فيه المشرف بتنمية صلاة ورابط أولية اجتماعية بينه وبين مرؤوسيه
أخيرا نتمنى أن يكون موضوع مصادر الضغط في العمل قد أفادكم
أي شيء أو استفسار يمكنكم وضعه في تعليق و سيتم الرد عليكم
مع تحيات موقع المعهد