مستقبل التلفزيون: تحولات المشاهدة وتحديات الصناعة
شهد عام 2009 تحولًا هامًا في صناعة التلفزيون مع الانتقال من البث التناظري إلى البث الرقمي. هذا التحول سرّع من وتيرة تداخل وسائل الإعلام، وأصبح من الصعب تحديد حدود واضحة بين أنواع الوسائط المختلفة والشركات الإعلامية.
اليوم، بالنسبة للعديد من الأشخاص، أصبحت الشركة التي تقدم خدمات التلفزيون هي نفسها التي تقدم خدمات الإنترنت، وربما خدمات الهاتف أيضًا.
هذا التداخل سهّل من عملية مشاهدة البرامج التلفزيونية في أوقات مختلفة عن وقت بثها الأصلي، ولم يعد المشاهدون بحاجة إلى جهاز تلفزيون تقليدي لمتابعة برامجهم المفضلة.
فالكثيرون يشاهدون البرامج كاملة أو أجزاء منها على مواقع الإنترنت مثل Hulu و Blinkx و YouTube، بالإضافة إلى مواقع الويب الخاصة بالشبكات التلفزيونية.
وعلى الرغم من مقاومة بعض مزودي المحتوى التلفزيوني لمثل هذه المواقع، إلا أن البعض الآخر تعاون معها، حيث توفر هذه المواقع مصدرًا إضافيًا لإيرادات الإعلانات.
تغير عادات المشاهدة
أدى تزايد استخدام الأجهزة المحمولة لمشاهدة التلفزيون إلى إعادة النظر في الطرق التقليدية لقياس شعبية البرامج.
فلم يعد الاعتماد على نسبة الأسر التي تشاهد برنامجًا معينًا في وقت معين يعكس عادات المشاهدة المعاصرة. ونتيجة لذلك،
بدأت شركة Nielsen بقياس منصات الاتصال الأخرى، بما في ذلك الهواتف المحمولة وأجهزة iPod وأجهزة الكمبيوتر.
ومن المفارقات أنه على الرغم من أن الناس يشاهدون التلفزيون اليوم أكثر من أي وقت مضى – بمعدل 151 ساعة شهريًا – إلا أن حجم الجمهور لأي برنامج أو قناة تلفزيونية معينة آخذ في الانخفاض.
ويتوقع خبراء الصناعة استمرار هذا الاتجاه، مع توفر المزيد من الخيارات للمشاهدين من حيث المحتوى والمنصات.
مستقبل التلفزيون: تأثير المنافسة
في الماضي، كانت ثلاث شبكات تلفزيونية رئيسية تستحوذ على 90% من المشاهدين.
أما اليوم، ومع وجود أكثر من 500 قناة وخيارات مشاهدة متنوعة، أصبح من الصعب على أي برنامج أو قناة جذب نسبة كبيرة من الجمهور.
على سبيل المثال، حققت مباراة Super Bowl XLIV في عام 2010 أعلى نسبة مشاهدة في تاريخ الولايات المتحدة، حيث بلغ عدد المشاهدين 106.5 مليون شخص.
ومع ذلك، فإن الحلقة الأخيرة من مسلسل “M*A*S*H” في عام 1983 لا تزال تحتفظ بأعلى نسبة مشاهدة من حيث حصة الجمهور، والتي بلغت 77%.
وهذا يعكس تأثير المنافسة الشديدة من وسائل الإعلام الأخرى وتنوع الخيارات المتاحة للمشاهدين.
تحديات ومخاوف
يتباين الرأي بين كبار المسؤولين التنفيذيين في صناعة التلفزيون حول مدى خطورة تراجع حصة السوق.
ففي حين يرى البعض أن نموذج البث التلفزيوني التقليدي يحتاج إلى تغيير جذري لتجنب مصير صناعات أخرى مثل السيارات والصحف، يرى آخرون أن النموذج الحالي لا يزال قويًا وقادرًا على التكيف مع التغيرات.
بغض النظر عن وجهات النظر المختلفة، فمن الواضح أن صناعة التلفزيون تواجه تحديات كبيرة في ظل تطور المشهد الإعلامي. وسيكون على الشبكات التلفزيونية إيجاد طرق جديدة لجذب المشاهدين والاحتفاظ بهم في عصر المنافسة الشديدة والتحول الرقمي.
راجع أيضا: مفهوم التلفزيون