تأثيرات الضغط
تأثيرات الضغط على المستوى السلوكي :
فهناك استجابة تسبق الاستجابة السلوكية تتمثل في الاستجابة الفكرية والوجدانية ، فقد يشعر الفرد
عندما يطلب منه المسؤول إعداد التقرير في اليوم المحدد بالحماس والإيجابية نحو إنجازه وإتمامه في الموعد المحدد
وقد يشعر بالعكس في ذلك تماما ، لأنه في الأول كان اعتراف من المسؤول بأهمية عمله
وفي الثاني قد يؤثر على متطلبات أسرته والتزاماته .
أما السلوكية تظهر عندما يتجاوز الضغط المستويات العادية أو المألوفة في ردود فعل السلوكية كالتوتر ، التدخين تعاطي الكحول ، واضطرابات النوم …. الخ .
تأثيرات الضغط على مستوى الصحي أو البدني ( الفيزيولوجي ) :
يری Sely أن نوع التأثير الذي يحدثه الضغط على الجسم يتعلق بطريقة استجابتنا التكيف مع التهديد أو الخطر
كزيادة دقات القلب ، التعرق ، وتتلخص هذه الاستجابات في ثلاث مراحل أساسية هي :
مرحلة الاستجابة للإنذار :
في هذه الحالة الاضطرابات الفيزيولوجية الأولية ( عرق تسارع دقات القلب ، زيادة معدل التنفس )
وفي نفس الوقت نلاحظ نقص مجموع دقات الجسم الذي يصبح أكثر حساسية للأمراض .
مرحلة المقاومة : resistance
والتي ينتقل إليها الفرد كلما زادت حالة الضغط ، ويعمل الجسم على تعبئة وشحن وسائله ميكانيزماته الدفاعية
ضد العامل المضغط ، وإذا لم يتمكن الجسم رغم محاولاته من تحقيق توازنه والتكيف يدخل في مرحلة ثالثة وهي :
مرحلة الإنهاك والاستنزاف : exhaustion
وفيها تستنزف طاقة الجسم ويصيبه الإعياء والتعب ويحل الضغط عندما تنهار المقاومة
وفي هذه المرحلة تظهر الأمراض المرتبطة بالضغط مثل :
القرحة ، الصداع ، ارتفاع ضغط الدم ، والأخطار التي تشكل تهديدا مباشرا للفرد
كما الاضطرابات الفيزيولوجية التي يولدها الضغط عديدة ومتنوعة وتظهر في عدة أشكال أهمها :
أ – الصداع :
يعتبر مرض الصداع واحد من أهم الأمراض وأكثرها شيوعا لدى الأشخاص المعرضين للضغط ، إذ أنه غالبا ينشأ من عوامل نفسية تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الدوري للفرد وتعود بدورها إلى الصدا وذلك أن الشخص الذي يصاب بالصداع بصفة مستمرة غالبا ما يحدث أن يجتمع عليه وتتراكم مجموعة من الضغوط لا يستطيع تحملها وحينئذ تؤثر هذه الضغوط على الأوعية الدموية في الرأس فتمتد وتؤدي إلى توتر عضلات الوجه والرأس فينتج ألم الصداع .
ب- اضطرابات الجهاز الدوري :
القلب والأوعية الدموية : تلعب العوامل السيكولجية دورا في طبيعة الأمراض التي تصيب القلب وقد أثبتت الدراسات أن هناك علاقة وثيقة بين الضغط والإصابة بالذبحة الصدرية .
ج- اضطرابات الجهاز الهضمي :
تعتبر من الاضطرابات المألوفة بالنسبة الكثير من الناس الذين يعانون ضغوط العمل ، وذلك على اعتبار أن هذه الاضطرابات تمثل رد فعل جسم الفرد تجاه هذه الضغوط .
د- ارتفاع الضغط : hypertension
هو أحد الأمراض السيكوسوماتية الناجمة عن استمرار التوتر واحتباسه وعجز الفرد عن مواجهة الموقف وحل هذا
التوتر
فيؤدي إلى خلل في النشاط الهرموني للجهاز الغدي وبالتالي يؤدي إلى تغير في كيمياء الدم ويزيد من ضغط الدم في الجسم .
ك – الاضطرابات الجلدية :
من الصعب أن نفكر أحيانا في الجلد كجهاز مستقل عن الجسم قادر على الاستجابة للضغوط
لكن وظيفته المعقدة وأعصاب التحكم الموجودة فيه تجعله جهاز استجابة حساس للضغوط لكن
وضعه المكشوف في الجسم يجعله نافذة ملائمة للتعبير عن القلق والانفعالات التي يتعرض لها الغرد .
ه- الاضطرابات التنفسية :
إن حالات الضغط الشديدة تؤدي إلى تقلص الممرات الهوائية الموصلة للرئتين ، وهذا ما يعوق تنفس الفرد ، ويمكن قياس مدى تأثير الضغط على الجهاز التنفسي بواسطة جهاز pneurnographie الذي يسجل عملية التنفس ومدى عمقها والنمط الذي تتخذه ، كما يؤدي الضغط على مستوى الجهاز التنفسي إلى ارتفاع نسبة استهلاك الأوكسجين والتي تتم بصعوبة كبيرة .
على المستوى النفسي :
بينت العديد من الدراسات أن هناك علاقة بين الضغط و المشكلة أو الاضطرابات النفسية ، ومن أهم العواقب النفسية للضغط :
القلق:
إذ أن القلق يمثل حجر الزاوية في كل نوع من أنواع الاضطرابات النفسية وخاصة الضغط ، ويعتبر نذيرا بالخطر إذ يهدد أمن وسلامة الفرد النفسية وتقديره لذاته وإحساسه بالسعادة ، مما ينعكس على أدائه في العمل وعلاقته مع زملائه والمشرفين عنيه بصورة سيئة .
الاكتئاب :
وهو استجابة نفسية تتركها ضغوط العمل على الفرد ، ذلك أنه عندما تزداد حدة الضغوط على الأفراد داخل بيئة العمل فإن البعض منهم لا يستطيع مواجهتها والتكيف معها بطريقة ملائمة مما قد يؤدي به إلى الاكتئاب ، ويصبح الفرد في هذه الحالة عرضة للحزن وتوتر الأعصاب والشعور باليأس وقلة النشاط ، بنقص اهتمامه بالعمل و العجز عن القيام بأي عمل وذلك بسبب عدم الثقة بالنفس وانعدام القدرة على التركيز. ويمكن تقسيم الاكتئاب إلى ثلاثة أنواع رئيسية :
الحزن :
فقد يحدث نتيجة عدم الحصول على التشجيع الكافي العمل ، أو التغيير مزاج الفرد أو عدم تمكنه من شرح وجهة نظره الإدارة في مواقف ، معينة وغالبا ما تكون فترته قصيرة و عادة لا تتجاوز بضع ساعات أو أيام
الاكتئاب الشديد :
غائما ما يحصل نتيجة حادثة مثيرة ، فمن الممكن أن يكون معتدلا ولفترة قصيرة أو ربما يكون شديدا يدوم لفترة طويلة ، وهذا النوع من الاكتئاب يمكن أن يحصل في حالة الفصل من العمل أو فقد مركز وظيفي .
الاكتئاب المزمن
وهذا النوع يختلف عن سابقه في أن أعراضه قد تستمر لفترة طويلة ، والاكتئاب المزمن كثيرا ما ينظر إليه باعتباره شكلا من أشكال الضغوط التي ترهق الفرد وتعمق من شعوره بالقنوط
ومما سبق نستنج أن الاكتئاب يحصل للفرد نتيجة للضغوطات والتوترات الشديدة ، وذلك عندما يحاول الفرد بذل الكثير من الجهد والطاقة لتلبية مطالب العمل ، ولكنه لا يستطيع .
الاحتراق النفسي :
وهو شعور عام بالإنهاك والذي يتطور عندما يعايش القرد الكثير من الضغوط والقليل من الرضا ، ولهذا نرى أن الفرد الذي يعاني من الاحتراق النفسي لا يستطيع مواصلة العمل ولو لدقائق حتى ولو وفرنا له راحة نفسية طويلة وذلك لأن احتياجه الحقيقي والشكل التالي يوضح عملية الاحتراق .
و الشخص الذي يعاني الإرهاق والإنهاك بسبب الانحراف النفسي الناجم عن العمل ، كثيرا ما يعاني من عدم القدرة على التركيز الذهني والعملي والتردد و اضطرابات النوم ويصبح الفرد حساسية اتجاه الآخرين وغالبا ما تظهر عليه الرغبة في عدم الإنجاز .
وعموما الاحتراق النفسي هو نتيجة من نتائج ضغوط العمل قد تظهر على الفرد وقد تؤدي إلى أعراض بدئية أو نفسية أو عقلية أو عملية حيث تدفع بالفرد إلى الانسحاب من المنطقة التي يعمل بها .
الانهيار العصبي :
وهو ألم نفسي مصحوب بالعجز ومشاعر عدم تقدير الذات ونقص في النشاط النفسي والجسمي ويؤثر الانهيار على النشاط بصفة عامة و الوظائف العقلية الذاكرة والانتباه .
ويمكن تلخيص الانهيار على النحو التالي :
- الحزن ، البرودة العاطفية ، القلق ، والحساسية المبالغة .
- اضطرابات التفكير ؛ صعوبة التفكير ، انخفاض القدرة على التخيل وانخفاض الذاكرة و القدرة على التركيز وأفكار ووساوس محزنة .
- الإجهاد النفسي الحركي : تباطؤ حركي قلة الكلام مع انخفاض الصوت .
- مظاهر متنوعة تتمحور حول اليأس الإحباط مشاعر الذئب ، … الخ ، على أن هذه المظاهر ليست ثابتة وليست من الضروري أن تظهر لدى جميع المرض الانهيار حيث أن هناك نوعا من أنواع الانهيار المسمى بالانهيار المقنع ، وهو انهيار يتجلى بمظاهر جسدية كالضغط أكثر مما تبديه المظاهر النفسية.
مع تحيات موقع المعهد