مفهوم الاتصال
تمهيد:
أصبح الحديث عن الاتصال وتأثيراته من الأمور اليومية باعتباره صلة المجتمع بعضه بالبعض الآخر
وحلقة الوصل الأساسية بين الأفراد والجماعات والمؤسسات ، ورغم أن عملية الاتصال قد تبدو لنا اعتيادية
وتلقائية دون النظر إلى دلالتها وأهميتها الاجتماعية ، إلا أن هذه التلقائية تخفي وراءها أبعاداً لعملية اجتماعية معقدة ، فهي لا تقتصر على من يقول لمن ؟
وإنما هنالك أبعاد أخرى تتعلق بالمستوى الاتصالي ، والأسلوب والأداء الاتصالي وكذلك الوظائف التي يحققها الاتصال
وبمعنى آخر ، ليس من الممكن تصور وجود مجتمع ما أو فعالية اجتماعية بلا علاقات اتصالية
فلا يمكن دون الاتصال أن تكون أو تنمو المعايير والقيم والمضامين الثقافية وعمليات التعليم الاجتماعية
والعلاقات التي تكون مجتمعةً عناصر أساسية وحيوية في وجود وحياة أي مجتمع
مفهوم الاتصال :
تشير كلمة الاتصال إلى معاني كثيرة لدى الجمهور ؛ فالبعض ينظر إليها على أنها علم
والبعض يُعدها نشاطا ، ويرى آخرون أنها مجال دراسية ، بينما يعتقد البعض أنها فن
وهي قد تكون نشاطاً عفوياً لا شعوريا أو عملاً مخططاً ؛ ويُنظر إلى الاتصال على أنه أحد أشكال العلاقات بين الناس
تدور عن طريقه عملية نقل وتلقي الحقائق و الآراء والأفكار والمعاني والمهارات والتجارب والأحاسيس والاتجاهات وطرق الداء المختلفة من شخص إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى ، ومن جيل إلى آخر
ولأن الهدف الأساس للاتصال هو المشاركة في الخبرة بحيث تصبح الأفكار والمعاني والتجارب مشتركة
أو شاعة بين أطراف العملية الاتصالية ، فإن الفضل الأكبر فيما حققته الإنسانية من تقدم على مر العصور
يعود إلى الاتصال ، لأن التاريخ البشري سلسلة من عمليات انتقال الأفكار بين الأفراد والجماعات والأجيال
فالاتصال جزء من الحياة الطبيعية للمجتمع الإنساني بدونه تنعدم أسباب الحياة الاجتماعية من أساسها،
وهذا الفهم هو الذي دفع إلى وصف الإنسان بالمخلوق الاتصالي، فالإنسان ومنذ ولادته هو في اتصال دائم
وبلا انقطاع مع ذاته والمحيطين به وبعالم الأشياء والأحياء من حوله.
وإذا كانت هنالك مجموعة أساسية من العوامل المؤثرة والتي أدت في مجملها إلى تغيير وجه العالم من عدة جوانب، منها السياسة والاقتصاد والمعرفة والعلم والتقنية
فإن العمليات الاتصالية كانت جوهر تلك التأثيرات، وفي أكثر صورها فاعلية، سواء من جانب القائمين بالاتصال، المهتمين بالتحولات المتنوعة على ماهيات حياة البشر وتداعياته المجتمعية
أو من جانب وسائله المتزايد دورها باستمرار، في هذا الزمن، حتى أصبح مساهماً فعالاً ومؤثراً في ترتيب أولويات الاهتمام في المجتمع وفي مجمل مستوياته
ويُلاحظ أن هناك تعددا في المفاهيم التي طرحت لتحديد معنى الاتصال بتعدد المدارس العلمية والفكرية
للباحثين في هذا المجال ، وبتعدد الزوايا والجوانب التي يأخذها هؤلاء الباحثون في الاعتبار عند النظر إلى هذه العملية
تعريف الاتصال :
فالاتصال كمصطلح يعني ، وحسب ما يراه ( كارل هوفلاند ) بأنه :
” العملية التي ينقل عمداً بمقتضاها الفرد ( القائم بالاتصال ) منبهات ( عادة رموز لغوية ) لكي يُعدل سلوك الأفراد الآخرين ( مُستقبلي الرسالة ) ”
كما وتم تعريفه بأنه : ” العملية المتمثلة في نقل وتلقي الحقائق والآراء والأفكار والمعاني والمهارات
والتجارب والأحاسيس والاتجاهات وطرائق الأداء المختلفة ، بين شخص وآخر ، وبين جماعة وأخرى ، وبين جيل وآخر ”
و تم تقديم مفهوم الاتصال يتمثل في أنه :
” عملية يقوم بها الشخص في ظرف ما بنقل رسالة ما تحمل المعلومات أو الآراء أو الاتجاهات أو المشاعر إلى الآخرين لهدف ما عن طريق الرموز والصور والإشارات بغض النظر عما يعترضها من تشويش .
وظائف الاتصال
وقد حدد الباحثون في مجال الاتصال العديد من الوظائف للاتصال
إلا أن ما حدده De Fleure وBall Rokeach يبدو قريبا من مضمونه ومفهومه، إضافة إلى أنه في صميم موضوع الدراسة، إذ وحسب رؤيتهم تتمثل وظائف الاتصال والإعلام فيما يأتي:
- إعادة بناء الواقع الاجتماعي.
- تكوين الاتجاهات لدى الجمهور إذا ما تم الاعتماد على وسائل الإعلام.
- ترتيب الأولويات لدى الجمهور (وظيفة وضع الأجندة).
- توسيع نسق المعتقدات لدى الناس
وقد شهد الاتصال تطوراً ملحوظاً إلى حد أنه لم يعد يُنظر إليه باعتباره نقلاً للأفكار والمشاعر فحسب
بل هو فن نقل لها، وتتشارك معه فنون كثيرة أخرى من أجل أن تتسم عمليات الاتصال بسات الفاعلية والوضوح والجمال
يمكنك تصفح مواضيع إعلام و إتصال
مع تحيات موقع التفاز