العوامل المؤثرة في الموارد البشرية

العوامل المؤثرة في الموارد البشرية:

تواجه المنظمات بعض التحديات التي تفرض نفسها على بيئة العمل، وتفرض إحداث تغيرات لمواكبتها، فالمنظمة لاتعمل بمعزل عن البيئة الموجودة بها، فهي تؤثر وتتأثر بما يحدث من تغيرات خارجية والتي تفرض بدورها بعض التغيرات الخارجية.وتعتبر إدارة الموارد البشرية من أكثر الإدارات التي تتأثر بهذه التغيرات ذلك لأنها مسؤولة عن الأنشطة المتعلقة بأهم مورد من الموارد التي تمتلكها المنظمة، ألا وهي الموارد البشرية.

أولا: العوامل الداخلية:

تتمثل العوامل الداخلية في مجموعة العناصر المادية والمعنوية والتي تنبع من بيئة العمل الداخلية للمنظمة ومثال ذلك السياسات الإدارية العامة للمنظمة، نظرة الإدارة العليا للعاملين بالمنظمة وعلى إدارة الموارد البشرية، وكذا حجم المنظمة وإمكانياتها المادية والتقنية السائدة في المنظمة ومستوى التقدم التقني في إدارة الأعمال بالإضافة إلى المعلومات المتوفرة المستخدمة في اتخاذ القرارات ومباشرة الأعمال المختلفة وتنعكس هذه البيئة التنظيمية للمنظمة على سياسات إدارة الموارد البشرية وأيضا على الوضع التنظيمي للجهاز القائم على وظيفة إدارة الموارد البشرية([1]) 

 ثانيا:العوامل الخارجية:

ويقصد بالعوامل الخارجية: البيئية المحيطة بالمنظمة، من مؤسسات وكيانات وتجمعات تتصل بعملها بشكل مباشر أو غير مباشر([2]) ذلك أن المنظمة لاتعمل بمفردها في المجتمع الموجودة فيه، ولا تتخذ قراراتها بمعزل عن البيئة التي تعيش فيهاوسوف نركز اهتمامنا في هذا المقام على دراسة مجموعة العوامل الخارجية والمتمثلة في العوامل الاجتماعية، الاقتصادية، الحضارية والثقافية، والعوامل السياسية والقانونية وسوف نستعرض العناصر الرئيسية المكونة لها.

1-العوامل التعليمية:

– المستوى التعليمي للسكان والعاملين في قطاع الأعمال، ومستوى الأمية.- نسبة الملتحقين والمتخرجين من التعليم العالي بالجامعات من مجموع السكان وكذلك                        نسبة الموجود منهم في قطاع الأعمال.–       البرامج التخصصية في الإدارة، نوعيتها، عددها ونوعية وعدد الملتحقين بها.–       النظرة إلى التعليم، مدى تقدير الأفراد للتعليم والنابع من الخلفية التاريخية والتراثية. –       مدى تطابق النوعيات التعليمية الموجودة مع الاحتياجات المطلوبة من قبل منظمات الأعمال.

2-العوامل الاجتماعية:

–       النظرة للعمل الصناعي والمديرين في الصناعة، كذلك نظرة المدير للأعمال الإدارية.–       النظرة لمفهوم السلطة والنظرة للمرؤوسين ومدى مفهوم المدير للسلطة والمعاونين معه في العمل.–       التعاون بين مختلف المنظمات مثل المؤسسات الصناعية، أجهزة الحكومة، المؤسسات التعليمية ومدى قدرة هذا التعاون في دفع عجلة الصناعة والتقدم الاقتصادي.–       النظرة إلى تحقيق المكاسب والإنجازات.–       التصنيف الاجتماعي في المجتمع وقدرة الفرد على الانتقال من مستوى إلى آخر.–       النظرة إلى الثراء والأثرياء وهل هذا مقبول اجتماعيا؟ ومدى نظرة العاملين في منظمات الأعمال لهذا الجانب.–       تقدير الأفراد لاستخدام العلوم والتكنولوجيا الحديثة في حل المشاكل الفنية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية.–       النظرة إلى تحمل المخاطر والإقدام عليها.–       النظرة إلى التغير الاجتماعي والثقافي.

3-      العوامل السياسية والقانونية:

–       نوعية وكفاءة الأنظمة و التشريعات في مجالات الأعمال، والعمل والقوانين العامة ذات الارتباط بقطاع الأعمال.–       مدى تأثير السياسة الدفاعية على الصناعة في تعاملها مع المؤسسات أو الدول الأجنبية الأخرى وتطوير الصناعة وسياسات الأفراد.–       السياسة الخارجية ومدى تأثير هذه السلسة على منظمات الأعمال في إطار القيود التجارية (الحصص، الجمارك، التبادل التجاري…إلخ)–       الاستقرار السياسي.–       مرونة الأنظمة والتشريعات.–       الهيكل السياسي للنظام ومدى تطبيق مركزية أو لامركزية السلطة والتنفيذ.

4-      العوامل الاقتصادية: نذكر منها:

–       البنيان الاقتصادي للدولة( النظام الاقتصادي).–       النظام المالي والنقدي ودور البنك المركزي، كذالك دور الدولة في التسعير، احتياطي الصرف في  البنوك وفوائد القروض.–       السياسة المالية للدولة من حيث الإنفاق الحكومي، توقيت الإنفاق، العجز أو الفائض نصيب الدولة من الإنفاق من جملة الإنتاج القومي الإجمالي.–       الاستقرار الاقتصادي وقدرة الاقتصاد على مواجهة تغيرات التضخم، الانكماش واستقرار الأسعار ومعدلات النمو الاقتصادي.–       مدى توفر المرافق العامة مثل: الكهرباء، المياه، النقل، الاتصالات.–       القوى الشرائية في السوق المحلي وفرص التصدير للخارج. و لتوضيح مدى التأثر والتفاعل بين العوامل البيئية و إدارة الموارد البشرية، نفترض في يلي بعض العناصر الحرجة ونواحي اتخاذ القرارات في الموارد البشرية التي يمكن أن تتأثر بهذه العوامل البيئية:–       الطرق المستخدمة في توظيف العناصر البشرية.–       معايير اختيار وترقية الموارد البشرية.–       مستويات الأجور والمرتبات.–       درجة التنمية الذاتية للموارد البشرية.–       طبيعة ودرجة ووقت البرامج التدريبية اللازمة.–       سهولة أو صعوبة فصل الأفراد غير المرغوب فيهم.–       سهولة أو صعوبة الحصول أو المحافظة على الأفراد في جميع المستويات الإدارية ومختلف التخصصات والمهارات. ويجب التأكيد على أنه هناك تداخل وترابط بين مختلف العوامل البيئية للمنظمة، بحيث لايمكن فصلها عن بعضها البعض، وفي ظل وجود هذه التغيرات البيئية فالمنظمة لا تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه التغيرات ولكن يجب عليها أن تبادر بالتنبؤ بالتغيرات المحتملة وتخطط لها مسبقا وهذا لتتمكن من مواجهة هذه التغيرات بحكمة دون ارتباك في أنشطتها كما يجب على إدارة الموارد البشرية أن تكون شريكا في إعداد وتنمية وتطبيق الخطط الإستراتيجية على مستوى المنظمة، وأن تتبنى دورا مبادرا في التنبؤ بكل الظروف والتغيرات التي تؤثر على إدارتها للموارد البشرية بفعالية


([1]) صلاح عبد الباقي، إدارة الموارد البشرية، الدار الجامعية، مصر،1999، ص45.([2]) علي السلمي، مرجع سابق، ص83.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock