نشأة الإذاعة و تطورها في العالم
لقد جاء ظهور الإذاعة كنتيجة لأبحاث العلماء المستمرة في الكهرباء والمغناطيسية كبداية لثورة الالكترونيات
إلى غيرت بل قضت على أنماط الإتصال التقليدية وأحدثت منعرجا كبيرا في حياة الإنسان.
ولقد كانت البدايات الأولى لهذا الاختراع عندما جاء ” ماركوني” باكتشافه في القرن التاسع عشر( 1894)
واستطاع إرسال أو إشارة إلى مسافة أربعة أمتار، ثم توالت تجاربه لنظام الإرسال والاستقبال
إلى ان تمكن في يوم 14 سبتمبر 1901 من التقاط الإشارة اللاسلكية عبر المحيط.
اعتمد ماركوني في إنشاء أعماله على ما توصل إليه من سبقه من العلماء من ذلك انه استخدم نظام (سمويل موريس)
لإرسال واستقبال الإشارة التي توصل إليه قبل 45 عاما، كذلك اعتمد “ماركوني” على نظرية “جيمس ماكسويل”
التي ذكر فيها أن موجات الضوء ما هي في الواقع إلا موجات لقوى كهر بائية مغناطيسية
المرحلة الأولى من نشأة الإذاعة :
وفي عام 1886، أثبتت أبحاث وتجارب العالم الألماني ” هـ. هرتز” صحة نظرية” ماكسويل”
كما انه استطاع الوصول لقياس الموجات وسرعتها ” وفي الوقت الذي كانت تجري فيه التجارب لإرسال الإشارات باللاسلكي كان علماء آخرون
يقومون بأجراء التجارب على استخدام اللاسلكي لنقل الصوت البشري بدلا من الإشارات اللاسلكية، ومنهم ” فليمنغ” والذي ابتكر الصمام الثلاثي”
في عام 1906 اخترع ” ذي فورست” مصباح ” الديود” فاسحا المجال لتطور التلغراف بسرعة و انتقالها إلى المرحلة الراديوفونية ( مرحلة المذياع الهاتفي)
ثم استمرت الأبحاث في مجال اللاسلكي والبث الإذاعي لتحسين النوعية والمدى حتى بداية العشرينيات.
سنة 1920 ظهرت أول محطة إذاعية في موسكو، وأول برامج يومية مذاعة من محطة ” ديترويت نيوز”
في الو.م.أ، وكذا أول حملة انتخابية إعلامية عن طريق محطةKDKA، تبعتها في العام الموالي أول محطة إذاعية تجارية WBZ في ” ماساشوستس”
المرحلة الثانية من نشأة الإذاعة :
بعد الحرب العالمية الثانية عمت المحطات الإذاعية دول أوربا، وفي أرجاء العالم بعدها، وبظهور التلفزيون الملون وانتشاره في الخمسينيات، كان على الإذاعة أن تخرج من طبيعة الزيادة في البرامج إلى تحسينها وانتقائها
وحتى الستينيات، كانت الإذاعة تعتبر المصدر الأساسي للإعلام، والسلاح الأول في الحروب النفسية والباردة.
” ومع ذلك فقد لا تزال الإذاعة تلعب دورا معتبرا، معتبرا رغم المنافسة الشديدة من وسائل الإتصال الجماهيرية الأخرى، والتلفزيونية بوجه خاص…
ولأجل ذلك استعانت في السبعينيات بالتطور الذي طرأ على الاتصالات اللاسلكية العاملة للصوت
والتي أصبحت متناهية في القصر وبعيدة المدى، تنقل الإرسال عبر الأقمار الصناعية، وأدى هذا التطور الأخير إلى تطوير ما يسمى بالإذاعات الدولية وتقويمها
ومن أول هذه الإذاعات إذاعة” سويسرا” التي بدأت بثها عام 1935، وتحولت إلى إذاعة مشهورة بحيادها أثناء الحرب العالمية الثانية، وخلال الحرب الباردة بين الو.م.أ والاتحاد السوفيتي سابقا ”
وتلعب الإذاعة الآن دورا هاما لا يمكن تجاوزه، في البرامج الترفيهية ولو كان ذلك على حساب البرامج والمواد الإخبارية
والتي لم تعرف نفس التطور ومع ذلك فهي تؤثر تأثيرا بالغا على توجيه الرأي العام، كالوسائل الجماهيرية الأخرى.
المصادر الخاصة بموضوع نشأة الإذاعة :
ب.م: توقف بعد 70 عاما من البث، سوق الكلام، (يومية الخبر)، العدد4235
مصطفى محمد عيسى فلاتة: الإذاعة السمعية وسيلة اتصال وتعليم، مطابع جامعة الملك سعود الرياض، السعودية 1997
ماجي الحلواني: مدخل إلى الفن الإذاعي والتلفزيوني والفضائي، نشر وتوزيع وطبع عالم الكتب- القاهرة-مصر2002
مع تحيات المعهد