كيفية جمع النباتات الطبية وحفظها
أولا: تحذير هام
نكد على أن استعمال النباتات في التداوي سلاح ذو حدين.
فإذا لم يستعمل النبات الصحيح ويحضر منه الدواء بالشكل الصحيح ولم يتم التقيد بالمقادير المحددة فإن ذلك سيؤدي على عواقب قد تكون وخيمة. ونؤكد أن للأدوية النباتية، إذا لم يحسن استعمالها
تأثيرات جانبية تكون ضارة في كثير من الأحيان، لذلك يجب الحذر والانتباه وعدم الظن بأن استعمال النباتات إذا لم ينفع فهو لن يضر، لأن هذا المبدأ خاطئ من أساسه.
ثانيا: كيف تجمع النباتات وتحفظ
قبل الدخول في طرق جمع وحفظ الأجزاء النباتية المستعملة في العلاج الطبي شعبيا فغنني ألفت النظر إلى الاختلاف الكبير في فعالية المواد التي تحويها هذه النباتات بسبب تأثرها بـ:
1-فترة جمع الجزء النباتي المستعمل (صيفا-شتاء-ربيعا-خريفا).
2-الجزء المستعمل نفسه (ورق-جذر-ساق-زهر-ثمر-درنات-القشور وغيرها).
3-عمر ذلك الجزء.
4-اختلاف التربة والمناخ الذين نما فيهما النبات.
5-طريقة الحصول على الجزء النباتي وحفظه… إلخ.
لذلك نرى أنه من الواجب على الشخص الذي يجني الأجزاء النباتية للاستعمالات الطبية أن يلم بكل ذلك
وإلا فقد العنصر الدوائي أهميته كليا أو جزئيا.
ونورد فيما يلي فكرة عامة عن أفضل الأوقات للحصول على كل جزء نباتي.
ثم نبين بدقة في جداول شهرية أجزاء النباتات التي يمكن الحصول عليها وهي في أوج فعاليتها خلال كل شهر من السنة.
1-الأزهار: أفضل وقت لجنيها هو قبيل تفتحها أو بمجرد تفتحها.
2-الأوراق: أفضل وقت لجمعها هو قبيل إزهار النبات وما بين الظهر والعصر.
3-البراعم: تقطف البراعم قبيل تفتحها مباشرة.
4-البذور: تجنى بعد نضجها تماما.
5-الثمار: تجنى بشكل عام قبيل أو عند النضج حسب نوع الثمار.
6-الأخشاب: عادة لا تستعمل الأخشاب طبيا إلا بعد مرور سنين عديدة على نمو النبات.
7-القشور: بشكل عام يفضل نزع القشور في فصل الربيع بالنسبة لأغلب النباتات.
8-الأجزاءالتي تنمو تحت التراب: أفضل الأوقات لجني هذه الأجزاء هو فصل الخريف بشكل عام.
بعد الحصول على الأجزاء النباتية المنتخبة للعلاج الطبي لابد من اتباع طريقة علمية لخزنها بحيث تحتفظ بفعاليتها العلاجية بشكل كامل او شبه كامل.
ونحن نقول للمهتمين بهذا الموضوع:
إن هناك طرقا عديدة ومتنوعة، منها ما يصعب فهمه وتطبيقه، ومنها ما هو سهل وفي متناول الجميع
لذلك وحرصا منا على عدم التطويل والشرح فيما هو متشعب ومعقد رأينا أن نورد هنا طريقة لحفظ النباتات بواسطة تجفيفها فقط دون التعرض للطرق الأخرى
لأنه باستطاعة أي إنسان أن يحصل على النباتات التي يندر أو يصعب الحصول عليها أو حفظها، من مخازن العطارين الذين يبيعون كل أصناف النباتات محفوظة وبشكل جيد عادة
كما يمكن الحصول على النبات المطلوب من الصيدليات العشبية إن وجدت، حيث تنتشر هذه الصيدليات بشكل واسع في كثير من مدن العالم الآن.
وللفائدة نقول: إن كل طرق حفظ النباتات للاستعمالات الطبية تعتمد على فكرة واحدة هي منع الخمائر التي تصنعها خلايا النبات الحية من إتمام العمليات الكيميائية المعقدة في نفس الخلايا النباتية الحية تلك.
حفظ النباتات الطبية بواسطة التجفيف:
هناك عدة طرق، منها البسيط ومنها المعقد، لتجفيف الأجزاء النباتية أسهلها فرد تلك الأجزاء النباتية فوق ارض نظيفة
وفي جو حار أو دافئ وقليل الرطوبة وحسن التهوية، فترة من الزمن كافية لجفافها ثم تجمع وتحفظ في مكان جاف. ويمكن جمع الأجزاء النباتية بشكل عقود وتعليقها في مكان جاف وحسن التهوية حتى جفافها تماما.
وأفضل وسيلة لحفظها هي وضعها في أكياس مصنوعة من القماش القطني، أو في علب كرتون ويكتب عليها تاريخ حفظها لأن معظمها يفقد مفعولها بعد سنة من تجفيفه.
ثالثا: ملاحظات هامة لابد من تذكرها
1-نكرر هنا أن المواد الفعالة في النبات الواحد تختلف قليلا أو كثيرا متأثرة بعدة عوامل نذكر منها:
أ-نوع النبات: حيث عن لكل نبات أنواع مختلفة كثيرة (أنظر إلى المشمش مثلا).
ب-منبت النبات: فلكل تربة تركيب يختلف عن تركيب التربة الأخرى كثيرا أو قليلا، وهذا يؤثر بدوره على النبات بحد ذاتهن بالإضافة إلى تأثير العوامل الجوية المختلفة الأخرى.
ج-عمر النبات: هناك من النباتات ما يختلف تركيبه اختلافا بينا بين سنة وأخرى.
د-فترة قطافه على مدار السنة.
هـ-طريقة تجفيفه وحفظه.
و-طريقة تحضيره للاستعمال.
2-عن تأثير المواد الفعالة في النبات على بني البشر يختلف، قليلا أو كثيرا
من شخص على آخر، فبعض الأشخاص يتأثرون جدا بمادة معينة بينما هي لا تؤثر إطلاقا على شخص آخر.
3-فإذا وجد امرؤ أن نباتا ما أو وصفة بعينها لم تفده، عليه أن ينتقل على نبات آخر أو وصفة أخرى لها المفعول نفسه، ربما يجد فيها غايته المنشودة.
4-في بعض النباتات المستعملة مواد سامة أو مواد تؤدي إلى حساسية من نوع معين
لذلك فإذا أدت وصفة ما إلى أي إزعاج كان، يجب إيقاف استعمالها فورا والانتقال إلى نبات آخر له المفعول نفسه لكنه يحوي مواد مختلفة.
5-أوردنا مجموعة وصفات مختلفة لعلاج مرض واحد لأسباب عدة منها مثلا احتمال عدم توفر نباتات كثيرة
في منطقة ما، واحتمال عدم استساغة إحدى الوصفات، أو عدم موافقتها لبعض الأشخاص، وغيرها من الأسباب الأخرى.