تعريف الموارد البشرية:
لقد تحولت نظرة الأفراد للمنظمات من كونها عنصرا من عناصر التكلفة التي يجب حفظها إلى أدنى حد لها إلى كونها أصل من أصول المنظمة التي يمكن استثمارها وزيادة قيمتها بالنسبة للمنظمة. لقد أدى هذا التحول في النظرة إلى الأفراد إلى اعتبارهم مورد من موارد المنظمة
فالمورد البشري يمكن أن يحقق ثروة أو إيرادات من خلال استخدام مهارته ومعرفته ،وليس من خلال عملية التحويل والتغيير التي تحدث للموارد المادية لكي تحقق الثروة.
فبدون هذه المهارات والمعارف يصبح الفرد عاجزا أو ذو قدرات محدودة تمنعه من إحداث التحول والتغيير.
لذلك وحتى يصبح الفرد موردا مؤهلا لابد أن يمتلك الخبرة والمهارات والقدرات والاستعدادات اللازمة لأداء مهام متخصصة.
وعندما تستطيع المنظمة الحصول على موارد بشرية تتوفر لديها المعرفة والمهارة، فيمكن القول أن لهذه المنظمة مخزون من الموارد البشرية، وتكون المعرفة والمهارة والاتجاهات هي المكونات الحرجة والهامة لهذا المخزون ومن ثم ينبغي على المنظمة أن تحافظ على بقاء هذا المخزون لسببين:
1- وجود الأفراد الذين يمتلكون الاستعدادات وعندما يتم تنمية مهاراتهم بشكل مناسب وكاف يمكن ضمان قدرتهم على أداء العمل بكفاءة لتحقيق الأهداف.
2- من خلال مهارات ومعرفة واستعدادات الأفراد حتى يصبحون في وضع يسمح لهم بتحقيق أهدافهم الشخصية والرضى الوظيفي وتحقيق الذات([1])
تعريف الموارد البشرية 2
وبالإضافة إلى هذا يمكن تعريف الموارد البشرية بما يلي:([2])
<< المورد البشري هو في الأساس طاقة ذهنية brainpower وقدرة عقلية ومصدر المعلومات والأفكار والابتكارات لابد من استثماره وتوظيف قدراته بشكل إيجابي>>
<< المورد البشري هو مصدر الإبداع والابتكار وخلق القيم في المنظمات، ويمتلك قدرة عقلية ومعرفية تعتبر رأس مال حقيقي للمنظمات لابد من استثماره وتوظيفه بشكل إيجابي وكذا أهمية الاستثمار في زيادة الرصيد المعرفي للموارد البشرية واستثماره في تطوير الأداء>>
<< يتميز المورد البشري ذو المعرفة بكونه قادر على تحمل المسؤوليات، وراغب في المشاركة الفعالة في حل مشكلات العمل وتطويره وتحمل نتائج هذه المشاركة، مما يقتضي أهمية فتح مجالات المشاركة وقنوات الاتصال لاستثمار تلك الطاقات.>>
وبالتالي فإن للموارد البشرية أهمية كبيرة في إنجاح المنظمة فلا يمكن بل من المستحيل أن يتحقق الاستخدام الأمثل وتعظيم منفعة الموارد البشرية، إذا كانت المنظمة تفتقر إلى الأفراد ذوي المهارات والخبرة، والمؤهلين القادرين على أداء وظائفهم . فالموارد البشرية هي التي تحول الموارد المادية إلى منتوج نهائي من سلع وخدمات، وتتوقف مدى جودة التحويل على مزيج المعرفة والمهارات والاتجاهات المتوفرة لدى الموارد البشرية.
معايير التأهيل للموارد البشرية
يلاحظ أنه لم يتم تحديد معايير واضحة يمكن من خلالها التمييز بين الفرد المؤهل والفرد غير المؤهل، ويرجع هذا إلى أن عامل التأهيل لايمكن ضبطه زمنيا أو مكانيا، فيمكن اعتبار الفرد مؤهلا في بلد إلا أنه لا يعتبر كذلك في بلد آخر مثلا. إلا أن هناك أساسيات لابد أن يتميز بها المؤهل عن غيره وتتمثل في:([3])
1- المعرفة: وهي مجموعة المعلومات التي يكونها الشخص في ميدان معين مثل: المحاسبة، التسويق، البيع…إلخ
2- المهارات والاستعدادات.
3- أن يكون شخصا يعرف كيف يتأقلم مع الظروف المتغيرة والغامضة.
4- أن يكون لديه روح اتخاذ القرار.
5- إدارة وقيادة المرؤوسين بطريقة فعالة.
6- توظيف أصحاب المواهب في جماعة العمل.
7- إيجاد جو ملائم للتطوير من خلال مضاعفة التحديات التي تعمل على إيجاد الجو الملائم لتطوير عمل المرؤوسين.
[1])) حسن راوية، مدخل استراتيجي لتخطيط وتنمية الموارد البشرية، الدار الجامعية، مصر، الإسكندرية،2001-2002- ص29
([2]) علي سلمي، إدارة الموارد البشرية الإستراتيجية، دار غريب، مصر،2001، ص121-ص183
([3]) محمد براق، رابح بن الشايب، الملتقى الدولي<< تسيير الكفاءات وتطويرها بالمؤسسة>>، جامعة ورقلة، ص243